من يحكم العراق ؟
الدكتور ناظم الربيعيهل هناك ثمة علاقة مباشرة بين تحركات وتدخلات سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في العراق رومانسكي والتي شملت كل المسؤولين العراقيين تنفيذيين وتشريعينو رؤوساء الأحزاب والكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية على حد سواء وتدخلها بالشأن الداخلي العراقي وقرار ألرئيس الاميركي بايدن بإعلان تمديد حالة الطوارئ في العراق لمدة ستة اشهر أخرى خلافًا للاعراف والموثقين الدوليةفمن المتعارف عليه دوليًا ان من حق أي رئيس دولة اعلان حالة الطوارئ لأية أسباب قانونية أو قاهرة لكن الرئيس الامريكي لم يعلن حالة الطواريء في الأراضي الامريكيه أو في أحدى ولايتها الخمسينلكنه اعلن تمديد حالة الطواريء في العراق والتي تعتبر وفق ميثاق الأمم المتحدة والأعراف والمواثيق الدولية أنها مستقلة وذات سيادةلكن واقع الحال بعد التمديد يقول غير ذلك فأعلان تمديد حالة الطوارئ وتحركات السفيرة الامريكية وزياراتها للوزارء وتدخلها المباشر في عمل الوزرات يدل أن علاقة مباشرة بين الأمرين وإن امريكا هي من تدير الحكم بالعراق ًوتتحكم بأدق تفاصيله لا بل وصل الأمر بالسفيرة أن تتدخل وبشكل مباشر في أدق تفاصيل موازنة عام 2023 والتي لازالت تناقش في البرلمان عبر لقائها المباشر برئيس البرلمان الحلبوسي ووزيرة المالية قبل إرسال الموازنة الى البرلمان وهذه التدخل المباشر يدل على ان دولة العراق وحكومته لا تزال تحت الاحتلال الامريكي المباشر وأن من يدير أمور الحكومة هي السفيرة الأميركية في بغدادعلى الرغم من أن معاهدة إتفاق الإطار الإستراتيجي الموقع بين العراق وأمريكا عام 2011 انهى الاحتلال الأمريكي للعراق واعاد السيادة للحكومة العراقية لكن على ما يبدو على الورق فقط !!وما تحركات السفيرة ووتدخلها بشكل سافر بالشأن العراقي والذي وصل الى حد لايطاقفقد وصل الأمر بها الى أفتتاح مبنى داخل بغداد للحلويات يحمل احدى الماركات الغذائية الأميركيةفهل يعني ذاك ان هناك ثمة إتفاق آخر تم إبرامه سرًا دون الاعلان عنه وهو من يخول السفيرة بأن تتصرف وكأنها الحاكم الفعلي للعراق تنازلت بموجبه حكومة الإطار عن سيادة العراق لصالح الأحتلال الامريكي مما جعل السفيرة وبايدن أن يتوليا زمام الأمور في العراق وفرض حالة الطوارئأم ان ذلك الاتفاق غير موجود على أرض الواقع وما تقوم به السفيرة هو خارج صلاحيتها وبعيد عن العرف الدبلوماسي ويعتبر تدخلًا سافرًا في شوؤن العراق الداخلية وما قام به بايدن من إعلان حالة الطوارئ يعتبر تدخلًا بشؤون دولة مستقلةهو الآخر يراد منه انتزاع السيادة العراقية بالقوة عبر هذا الأعلان فالرئيس بايدن لم يتستطع إعلان حالة الطوارئ في افغانستان عند الانسحاب الجيش الامريكي منها لعدم وجود سند قانوني يسمحوإلا فما معنى هذا التصرف الفج والتدخل السافر لتصرفات السفيره الأمريكية والتي تتصرف باعتبارها كحاكم مطلق الصلاحية للعراق والتي لا يمكن لأي دولة ذات سياده ان تقبل بهكذا تصرفاتوكيف تسمح لنفسها بأن تتدخل في موازنة دولة اخرى وبأي حق تفعل ذلك ؟ومن سمح لها ان تستقبل سفراء الدول الأخرى وتوجه لهم التعليمات دون ان يكون لها صفه رسمية سوى كونها سفيرة لبلادها في العراق !؟فلم يحدث مثل التدخل حتى في زمن الأنتداب البريطاني للعراق فقد كان المندوب السامي البريطاني آن ذاك محدود الصلاحيات وهناك خطوط حمر لا يمكن تجاوزها من قبلهاما السفيرة الامريكية فنراها توجه التعليمات وتصدر الأوامر للوزراء والحكومه لا بل الى أصغر موظف في الدوله دون أدنى أعتراض أو توجيه رسالة إحتجاج ضد تصرفاتها وتدخلها بالشأن العراقي من قبل وزارة الخارجية العراقيةوبناءا على تقاريرها الى الحكومة الامريكية فقد اصدر الرئيس بايدن اعلان تمديد حالة الطوارئ في العراق لمدة ستة أشهر اخرىفمن هو الحاكم الفعلي للعراق ؟وعن أية سيادة تتحدثون
22-05-202311:53 مساءا 117